Section Header Photo

صار من البديهي واللازم أن ندرك بأن العلامة الشخصية لرواد الأعمال والمدراء التنفيذيين وأصحاب الشركات تكاد تكون أكثر أهميةً من العلامة التجارية للشركة نفسها.

إذ يُفضّل الجمهور التواصل والتفاعل مع إنسان مثله يفهمه ويقدّره، أكثر من رغبته في التواصل مع علامة تجارية لا يدري من يقف خلفها وما هي قيمه وغاياته.

وقبل أن أُخبرك شيئاً عن أهمية التسويق الشخصي لك كرائد أعمال، دعني أسألك:

ما هو أوّل شيء يخطر في ذهنك عندما تسمع أسماء شخصيات مثل بيل غيتس، ستيف جوبز، مارك زوكربيرغ، إيلون ماسك، وجيف بيزوس، أو ترى صورهم؟

 دعني أُجيب عنك:

  • بيل غيتس >> مايكروسوفت
  • ستيف جوبز >> آبل أو الآيفون
  • مارك زوكربيرغ >> فيسبوك وميتا
  • إيلون ماسك >> تيسلا و SpaceX
  • جيف بيزوس >> أمازون

فهل وصلتك الرسالة؟

ليست الغاية من التسويق الشخصي الاستعراض والتفاخر بإنجازاتك، وإنما لتكون رمزاً بارزاً في مجالك، وأن تعزز من مكانة شركتك وتفتح لها آفاقًا جديدة للنمو والتأثير.. 

وهذا ما يجعل التسويق الشخصي لرائد الأعمال ضرورةً حتمية، وليست رفاهية!

ما هي العلامة التجارية الشخصية؟

العلامة التجارية الشخصية هي رحلة طويلة ومستمرة في ترسيخ هويّتك الفريدة وترويجها، والمرآة التي تعكس قيمك وخبراتك ومهاراتك ونقاط قوّتك التي تميّزك عن الآخرين ولا يمتلكها أحدٌ آخر.

ومن المهم أن لا تخلط بين مصطلحي “السمعة” و”العلامة التجارية الشخصية”، فهناك فرقٌ كبير بينهما.

فالسمعة هي الرأي أو التصور الجماعي الذي يكوّنه الآخرون عنك، بناءً على تفاعلاتهم وتجاربهم معك، والحفاظ على سمعة إيجابية احترافية مطلب ضروري بلا أدنى شك.

ولكن من ناحية أخرى، العلامة التجارية الشخصية هي الصورة والهوية التي التي ترغب أنت في رسمها لدى الناس والانطباع الذي تريد أن تتركه في أذهانهم.

التسويق الشخصي

ما المكاسب التي سينالها رائد الأعمال من التسويق الشخصي؟

تأكّد أنك ستحصد ثمرة استثمارك في التسويق الشخصي عاجلاً أم آجلاً، فانظر للمستقبل البعيد وتخيل نفسك بعد 5 سنوات من العمل على بناء علامتك الشخصية عندما تكون وصلت إلى:

  • التميز في مجالك بقوة:
    ستساعدك العلامة التجارية الشخصية على التميز في ساحة مليئة بالمنافسين، بل والخروج من هذه المنافسة من أصلها، حيث تبرز هويتك الفريدة وتعزز مكانتك كخبير في مجالك. هذا التميز ليس فقط يجعلك مرجعًا في مجالك بل يجذب أيضًا فرصًا جديدة تتماشى مع أهدافك وقيمك.
  • بناء الثقة والمصداقية:
    عندما تبذل جهداً مستمراً على مشاركة المحتوى ذو القيمة والفائدة مع جمهورك، فالنتيجة الطبيعية هي انتقالهم من فئة المتابعين العابرين، إلى دائرة من المُخلصين الواثقين بك وبأعمالك.
  • الانتشار المستمر:
    مكاسب العلامة الشخصية دائمة ولا تتوقف، وستمكّنك الوصول إلى جمهور أوسع وبناء شبكة من العلاقات المهنية الجديدة وإضافتها لرصيدك السابق.
  • بحر من الفرص:
    يفتح لك التسويق الشخصي أبواباً من الفرص التي لن تكون متاحة للآخرين، من عروض أعمالٍ إلى شراكات استراتيجية واستثماراتٍ استثنائية لتسريع نموك وتحقيق أهدافك.
  • التأثير إيجابي وأداء الواجب المجتمعي:
    تُمكنك علامتك الشخصية من إحداث تأثير إيجابي في مجتمعك، وتجعلك مصدر إلهام للعاملين في مجالك من المبتدئين والمحترفين على حدٍّ سواء.

اقرأ أيضاً : قوة السرد القصصي في بناء العلامات التجارية

حقائق ودراسات حول تأثير العلامة التجارية الشخصية:

أعتقد أنك صرت الآن مؤمناً تماماً بقوة التسويق الشخصي وأهميته، ومع ذلك دعني أُشاركك هذه الحقائق للاستئناس:

  • حسب منصة HubSpot: الشركات التي يتمتع رئيسها التنفيذي بعلامة شخصية قوية تحقق عائداً أعلى بنسبة 11% مقارنة بالمنافسين!
  • حسب LinkedIn: إن 50% من المحترفين الذين لديهم علامة شخصية قوية، تلقوا اهتماماً من أصحاب العمل، مقارنة بـ 14% فقط من أولئك الذين لديهم علامة شخصية ضعيفة.
  • حسب استطلاع لـ CareerBuilder: فإن احتمالية إجراء مقابلة عمل مع مرشح غير نشط على الإنترنت هي أقل بنسبة 57%.

مراحل وخطوات بناء العلامة التجارية الشخصية

إذا كنت خبيراً في أساسيات التسويق فلست بحاجة للكثير من النصائح، إذ إن التخطيط لبناء العلامة الشخصية لا يختلف كثيراً عن وضع استراتيجية تسويقية لعلامة تجارية.

فعندما تُقرر البدء بالتسويق ستواجهك الكثير من التساؤلات..

ستجد الإجابة عنها جميعاً عندما تتبع هذه الخطوات:

  1. حدّد أهدافك ورؤيتك:
    ما الغاية من بناء هذه العلامة أصلاً؟ وما الأهداف التي تسعى لتحقيقها؟ والقيم التي ترغب بترسيخها؟ سواءً كنت تطمح للحصول على وظيفة أفضل، أو كسب المزيد من العملاء، أو إحداث أثرٍ في المجتمع، فقط حدد غايتك.

    ربما تسعى لتحقيق هذه الأهداف كلها ولا مانع من ذلك، ولكن المهم أن تقيس نجاحك وفقاً لها.
  1. حدّد جمهورك المستهدف:
    من الأشخاص الذين تريد أن تلفت انتباههم؟ أصحاب الأموال والمستثمرين؟ هل هم من المدراء وأصحاب القرار في الشركات؟ أم المبتدئين الباحثين تدريبات مهنية؟

    بغض النظر عن هويتهم، عليك معرفة اهتماماتهم واحتياجاتهم والتحديات التي يواجهونها، ثم وجّه رسائلك ومحتواك بناءً عليها.
  1. أبرز نقاط قوتك وخبراتك:
    ما الذي يجعلك مختلفاً عن الآخرين؟ لماذا سيختارك جمهورك دون غيرك؟
    لا شكَّ أنك تمتلك ذلك، فهو مزيج معقّد من المهارات والخبرات والتجارب والصفات التي يستحيل أن تتواجد في شخصٍ آخر. لذا حدد نقاط قوتك وأبرزها بلا خجل.
  1. شارك خبراتك وتجاربك:
    لا تقف في الظل، شارك أفكارك وخبراتك واهتماماتك وأهداف وتطلعاتك، شارك شيئاً جديداً مما تعلمته، شارك المحتوى القيّم مهما كان نوعه ولا تترك ميدان المشاركة فارغاً للفارغين، فالمحتوى القيّم يستحق أن ينتشر.
  1. شارك إنجازاتك في العمل:
    أليس التسويق لمشروعك الريادي هو أحد أكبر الدوافع لبناء علامتك الشخصية؟ فلماذا تخجل من مشاركة إنجازاتك وتقدّمك في هذا المشروع؟ واكب الناس وشاركهم قصتك ورحلتك فالجميع يرغب في سماع القصص.
  1. احرص على التواصل والتفاعل وبناء العلاقات:
    يجب أن يكون بناء الشبكات المهنية هدفاً أساسياً من أهدافك في بناء العلامة الشخصية، لتعزيز تواجدك وترسيخ اسمك وتوسيع دائرة تأثيرك.

الأدوات الداعمة لرائد الأعمال في رحلة التسويق الشخصي

هناك مجموعة من الأدوات التي ستساعدك في بناء وترويج علامتك التجارية الشخصية وعليك أن تستثمرها جميعاً لتحقيق أكبر قدر من الفائدة والمكاسب:

  1. وسائل التواصل الاجتماعي:
    لا داع لأخبرك عن أهمية منصات التواصل الرقمية، فاستثمارك لهذه المنصات والتواجد عليها أمر لا مفرّ منه لو أردت بناء علامة شخصية.
    فقط حدّد مكان تواجد جمهورك المستهدف واذهب إليهم، ولا يشترط أن يكونوا دائماً في LinkedIn و Twitter.
  1. حضور الفعاليات والمؤتمرات:
    حضور الفعاليات المهمة في مجالك له تأثير قوي ومباشر، ويمنحك فرصاً لا تقدّر بثمن للتواصل مع الآخرين في مجالك، وتعزيز مكانتك كخبير في المجال، وبناء شبكة علاقات قوية.
  1. الانضمام إلى المجتمعات:
    الانضمام إلى مجتمعات متخصصة متعلقة بمجال عملك في العالم الواقعي أو الافتراضي له دور كبير في تعزيز علامتك التجارية الشخصية بسرعة وكفاءة.
التسويق الشخصي

أصعب التحديات التي ستواجهك في بناء علامتك الشخصية

لا تتوقع أن رحلة التسويق الشخصي وبناء العلامة التجارية ستكون مزروعة بالورود، لا أقول لك أنها مُرعبة ولكنها لا تخلوا من بعض العقبات مثل:

  • السعي نحو الكمال:
    الفخ الذي يقع فيه الجميع ويؤخرهم عن البدء وهذا ما يندمون عليه لاحقاً، فلا تنتظر اللحظة المثالية ولا تتوقع أن تشارك المحتوى الخالي من الأخطاء ولا تُقارن نفسك بمن هم أعلى من خبرةً ومكانة.
  • صعوبة الاستمرارية:
    يتطلب التسويق الشخصي الثبات والاستمرارية في نشر المحتوى والتفاعل مع الجمهور بغض النظر عن مدى انشغالك في العمل أو غيره، وغيابك عن جمهورك لفترة قد ينسيهم إياك وهذا أمرٌ طبيعي في عصر الرقمنة والمحتوى الكثيف.
  • التعامل مع النقد:
    لا تنتظر من الجميع أن تُعجبهم أنت وما تقدّمه، فالناس لم يُجمع الناس على شيء واحد يوماً، فالتعرض للنقد السلبي والإيجابي هو شيء سيعترض طريقك لا محالة، والذكي من أجاد التعامل مع ذلك النقد بإيجابية واستخدامه لتحسين صورته ومهاراته.
  • عدم وجود الوقت الكافي:
    أكثر جملة أسمعها من رواد الأعمال عندما أنصحهم بأهمية التسويق الشخصي لهم ولأعمالهم، هي: “جدول أعمالي مزدحم وليس لدي وقت” والحقيقة أن هذه الحالة عبارة حلقة مفرغة لا نهاية لها، فالكل مشغول ولست وحدك من تعاني هذه المشكلة..

    والحل هو أن تخصص وقتاً لمتابعة هذا الملف أو توظّف من يساعدك في ذلك، أو أن تلجأ لوكالة تسويقية متخصصة في تسويق العلامات التجارية الشخصية.

نصائح ثمينة قبل أن تبدأ في التسويق الشخصي

في الختام.. أنصحك أن تبدأ الآن وبلا تردّد ببناء علامتك التجارية الشخصية والتسويق لخبراتك ومعارفك.

ولكن دعني أقدّم لك بعض النصائح الثمينة قبل أن تنطلق، حتى لا تقع بأخطاء من سبقوك:

  • لا تظهر بوجهين، وتأكد من أن هويتك الرقمية تعكس شخصيتك الحقيقية.
  • لا تحاول أن تكون شخصاً غيرك، وكن صادقاً مع نفسك ومع جمهورك.
  • تذكر أن قيمك هي المعيار الذي يوجّه كل شيء في علامتك الشخصية.
  • كن متسقاً ومرناً، فحفاظك على مبادئك وقيمك لا يعني التمسك بالماضي.
  • استخدم أسلوب السرد القصصي ما استطعت، لأن نتائجه مضمونة ومجرّبة.

الخلاصة

مرّة أُخرى، أصبح اليوم بناء العلامة الشخصية لرائد الأعمال ضرورة حتمية وليس وسيلة للاستعراض والتفاخر، وسيقطف ثماره بعد فترة قليلة على جميع الأصعدة.. ويتمنى لو أنه بدأ بذلك منذ البداية.

إذا كنت تواجه تحديات في بناء هويتك الرقمية أو إدارة وقتك بفعالية..

تواصل معي لأقدم لك جزءاً من خبرتي الطويلة في ميدان التسويق الشخصي وبناء العلامات التجارية الشخصية لقادة الفكر والريادة في المنطقة

وأُساعدك في رسم صورة متكاملة لعلامتك الشخصية تعكس قيمك وتحقق لك النمو المطلوب.

قد يهمك أيضاً :

عوامل استمرارية العلامة التجارية في عالم الأعمال (خطة البقاء)

بناء العلامات التجارية للشركات بشكل صحيح

المصادر :

[1][2][3]

تواصل معي