Section Header Photo

هل مرّ عليك أيام المدرسة أو الجامعة ذلك المُدرّس..

الذي كان قادراً على تحويل المعلومات الجامدة المعقدة إلى قصة سلسة بسيطة يفهمها معظم الطلاب باختلاف مستويات ذكائهم واستيعابهم؟

السرد القصصي كان ولا يزال أحد أهم وسائل التواصل الإنسانية وأكثرها تأثيراً، وهو أفضل طريقة لإيصال المعلومات والعِبر والدروس والمشاعر، واليوم هو أفضل وسيلة للبيع!

إذ أصبح أداةً تسويقية رائعة توظّفها العلامات التجارية الناجحة في حملاتها، فالسرد القصصي لا يساعد الشركات على البيع فحسب، بل يبني روابط عاطفية عميقة بين العلامة التجارية والجمهور..

خصوصاً مع كوننا نعيش اليوم في عالم رقمي متسارع وخالٍ من المشاعر الإنسانية التي أصبحت عملةً نادرة يفتقدها معظم الناس.

ما هو السرد القصصي للعلامات التجارية؟

السرد القصصي للعلامات التجارية يعني جعلها أكثر قرباً من الناس، عبر حياكة رواية فريدة ومؤثرة تعكس من خلالها قيمَ العلامة التجارية ورسالتها، والذكاء في أن تجعل الجمهور بطل هذه القصة.

والغاية من هذه القصص ملامسة مشاعر الجمهور وبناء روابط عاطفية معهم وتحفيزهم على التفاعل معها، وخلق تجارب تدوم طويلاً في ذاكرتهم.

أو بعبارة أُخرى.. هي محاولةٌ لأنسنة العلامة التجارية.

كيف يساعد السرد القصصي في تعزيز العلامة التجارية؟

تعدّ حملة “Just Do It” التي أطلقتها Nike تعد واحدة من أنجح حملات السرد القصصي في تاريخ التسويق، وكان لها دورٌ كبير في وصول الشركة لما هي عليه الآن.

إذ اعتمدت الحملة على قصص ملهمة لرياضيين استطاعوا التغلب على معاناتهم الجسدية والنفسية وتحقيق النجاح.. 

وأظهرت أن الجميع وبغض النظر عن مستواهم الرياضي، يمكنهم الفوز إذا كانوا مصممين على ذلك، مما جعل Nike حينها رمزاً للإلهام والنجاح في مواجهة الصعاب.

لذلك تكمن قوة السرد القصصي في:

  1. تعزيز التواصل العاطفي: القصص الحقيقية تبني جسوراً إنسانية وعاطفية بين العلامة والجمهور تتجاوز المنتجات والخدمات.
  1. تعزيز الثقة والولاء: القصص التي تعكس قيم الجمهور تعمّق الثقة والولاء، فالعملاء يشعرون بالانتماء عندما يرون أنفسهم أبطالاً في قصة العلامة.
  1. تميز العلامة التجارية عن منافسيها: عند تقديم هوية وقصة فريدة ترتبط بتحديات وإنجازات الشركة، ستترسّخ مكانتها في ذهن الجمهور.
السرد القصصي في التسويق

عناصر وخطوات السرد القصصي الفعّال

لخلق قصة علامة تجارية جذابة ومؤثرة، من المهم أولاً تنفيذ بعض الأسس والخطوات الأساسية التي تضمن وصول الرسالة للجمهور المستهدف بشكل فعّال وهي:

  1. إفهم جمهورك جيداً: 

معرفة الجمهور هي الخطوة الأهم دوماً في أي عملية تسويقية، ولتحدد الطريقة الأفضل لتقديم قصتك عليك أن تعرف:
من الذين يهتمون بسماع قصتك؟

ماذا سيستفيدون من ذلك؟

ما هي قيمهم؟

ما هي اهتماماتهم وسلوكياتهم؟

  1. كن أصيلاً وصادقاً:

يجب أن تعبر قصة العلامة التجارية عن القيم الحقيقية للشركة، فالأصالة تستقطب الجمهور وتبني الثقة، ويمكن تعزيزها بشراء قصص حقيقية وتجنب المبالغة.

  1. حافظ على البساطة:

قدّم قصتك بطريقة واضحة ومختصرة، واستخدم لغة سلسة وركز على رسالة رئيسية وتجنب التعقيد.
فما هي قصتك؟ غرس القيم؟ أم نشر العلم؟ أم الحفاظ على العدل والكرامة؟ لكل علامة قصتها..

  1. استخدم العناصر البصرية:

استخدم الصور والفيديوهات والرسوم وغيرها من العناصر البصرية لتدعم قصتك وتجعلها أكثر تأثيراً، فهي لغة العصر وأسرع طريقة لإيصال الرسائل.

  1. شارك قصتك في كل مكان:

وحّد قصتك ورسّخها من خلال مشاركتها بأسلوب واحد في موقعك الإلكتروني، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر البريد الإلكتروني، وفي كل مكان سواء في العالم الافتراضي أو الرقمي.

علامات تجارية أبدعت في استخدام السرد القصصي

  • Apple:
    آبل هي واحدة من أشهر العلامات التجارية العالمية التي أبدعت في استخدام السرد القصصي كجزء من استراتيجيتها التسويقية.

    وأروع مثال على ذلك هو سلسلة إعلانات “Think Different” التي كانت تركز على الاحتفال بالمبتكرين والشخصيات الذين غيّروا العالم بأفكارهم المختلفة، ولم يكن الإعلان مجرد ترويج لمنتجات آبل، بل كان يروّج لفلسفة وثقافة التميز والتفكير خارج الصندوق، مما جعلها تمثل الإلهام والتحدي للجمهور.
  • Coca-Cola:
    وهي بالمناسبة من الشركات المقاطعة ولا يعنينا هنا إلا موضوعنا، فقد اتخذت Coca-Cola من السرد القصصي وسيلةً لترسيخ علامتها التجارية.

    وأبدعت في ذلك عبر حملة “شارك كوكاكولا” التي قامت على فكرة وضع الأسماء الشخصية على الزجاجات، وخلقت تجربة شخصية وجذابة تتيح للمستهلكين الشعور بالتواصل الشخصي مع المنتج.
  • زين الاتصالات:
    من منا لا يعرف إعلانات زين الرمضانية؟ استخدمت السرد القصصي بفعالية كبيرة في حملاتها التسويقية، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، وتشتهر تلك الحملات بتقديم قصص تلمس قضايا اجتماعية حساسة وتستخدم الأغاني والقصائد التي تمس القلوب، مما عزز التواصل العاطفي بين الشركة والجمهور.
  • فودافون مصر:
    تقدم فودافون في حملاتها قصصاً تظهر كيف يمكن للتكنولوجيا أن تجمع الناس وتقرب بينهم وتساهم في تحسين الحياة اليومية أو في المناسبات الخاصة مثل رمضان والأعياد، مما جعل العلامة التجارية رمزاً لتعزيز القيم العائلية والتواصل بين أفرادها.
السرد القصصي في التسويق

الخلاصة

إذا كنت تبحث عن طريقة لتعزيز مكانة علامتك التجارية وبناء علاقة قوية مع جمهورك فلا شكَّ أن السرد القصصي هو أحد أفضل الطُرق..

إذ يكمن الحل في فهم القصة الخاصة بعلامتك ومشاركتها بصدق وبساطة، فالعلامات التجارية التي تتواصل مع جمهورها عاطفياً هي التي تدوم وتزدهر.

تواصل معي لأساعدك في تحديد نقاط قوتك الفريدة وصياغة قصة علامتك التجارية وبناء هوية قوية تميزك عن منافسيك.

قد يهمك أيضاً :

عوامل استمرارية العلامة التجارية في عالم الأعمال (خطة البقاء)

بناء العلامات التجارية للشركات بشكل صحيح

المصادر :

The Ultimate Guide to Storytelling in Marketing & Business (hubspot.com)

Brand Storytelling: Develop Stronger Connections | Mailchimp

3 Reasons Why Brand Storytelling Is The Future Of Marketing (forbes.com)

تواصل معي