تجديد السمعة.. لماذا تغير الشركات اسمها أو علامتها التجارية؟ وكيف يتم ذلك؟
تجديد السمعة.. لماذا تغير الشركات اسمها أو علامتها التجارية؟ وكيف يتم ذلك؟
نذكر جميعاً عندما قامت شركة فيسبوك Facebook بتغيير اسم علامتها التجارية إلى ميتا Meta، وما لحق ذلك من تكهنات عن أسباب التغيير، قبل أن تعلن الشركة أنها غيّرت فقط علامتها التجارية الخاصة بمجموعة الشركات وليس العلامة التجارية لمنتجاتها.
لم تكن فيسبوك هي الأولى في هذا التغيير، بل إن الأمر يحصل على مدى عقود من الزمن وبصيغ مختلفة، حيث كانت وما زالت الشركات تعيد تسمية نفسها وتغير علامتها التجارية وشعاراتها لأسباب متنوعة.
سنتعرف سوية في هذا المقال على الأسباب الأساسية التي تدفع الشركات إلى تغيير اسمها التجارية أو اسم علامتها التجارية، بما يعينك في تقدير الوقت المناسب الذي بإمكانك فيه تغيير اسم شركتك أو علامتك التجارية، وفي حال قررت ذلك، سأكون قد تركت لك في نهاية المقال 12 خطوة بإمكانك الاستعانة بها لإعادة تصميم علامتك التجارية بنجاح.
أسباب تغير الشركات اسمها أو علامتها التجارية
تُعتبر العلامة التجارية واحدة من أهم العناصر التي تحدد هوية الشركة وتساهم في بناء سمعتها وتحقيق نجاحها في السوق، ومع تطور الأسواق والتكنولوجيا والمنافسة بين الشركات، قد يصبح من الضروري إعادة تسمية وتصميم العلامة التجارية للشركة.
فيما يلي سنلقي نظرة على الأسباب الرئيسية التي تدفع الشركات إلى إعادة تسمية وإعادة تصميم العلامة التجارية:
- اندماج الشركة مع شركة أو علامة تجارية أخرى
عندما تندمج شركتان أو أكثر وتصبح شركة واحدة، فإن إعادة تصميم العلامة التجارية الخاصة بالكيان الجديد تصبح ضرورية، وذلك لعرض أفضل الصفات في كل شركة فردية ثم دمجها سوية، أما الاسم الجديد فسيكون إما مزيج بين الاسمين، أو إنشاء اسم جديد تماماً، أو يمكن اعتماد اسم إحدى الشركتين إذا كان هو الأقوى.
ومن أمثلة ذلك؛ ما حصل بعد اندماج بنك جي بي مورجان JP Morgan مع بنك تشيس Chase في عام 2000، ليتم إنشاء شعار جديد يجمع كلا الشعارين
- تعيين رئيس تنفيذي جديد للشركة
قد يحدث تغيير كبير في اتجاهات وأولويات الشركة عندما يتم تعيين رئيس تنفيذي جديد. وفي هذه الحالة، قد يحتاج المدير التنفيذي إلى إعادة تقييم هوية الشركة وإعادة تصميم العلامة التجارية لتناسب رؤيته.
ومن أمثلة ذلك؛ ما حصل في مايكروسوفت Microsoft في عام 2014 عندما عيّنت ساتيا ناديلا كرئيس تنفيذي جديد لها، خلفاً لستيف بالمر، ليكون ذلك بمثابة تحول كبير في اتجاه الشركة وثقافتها، خاصة أن هذا التغيير تبعه عملية إعادة تصميم للعلامات التجارية التابعة للشركة لتكون أكثر مواكبة لحلول الحوسبة السحابية والإنتاجية.
- اكتساب العلامة التجارية سمعة سيئة
إذا اكتسبت العلامة التجارية صورة سلبية في أذهان المستهلكين، يكون من الضروري إعادة تصميم العلامة التجارية لإزالة هذه الصورة وإعادة بناء سمعة الشركة من جديد.
في عام 2008، تضررت صورة وسمعة شركة إيه آي جي AIG للخدمات المالية بعد حاجتها لخطة إنقاذ مالية فيدرالية خلال الأزمة المالية العالمية، ليغيّر مستشارو الشركة اسم العلامة التجارية إلى سيغبوينت فايننشال SagePoint Financial.
- الشركة ترغب بالوصول إلى جمهور مختلف
قد تحتاج الشركة إلى إعادة تصميم العلامة التجارية لجذب جمهور جديد أو لزيادة جاذبية المنتجات أو الخدمات لفئات مختلفة من المستهلكين، ومن أمثلة ذلك ما فعلته شركة ebay للتجارة الالكترونية عندما غيّرت شعارها في عام 2012 لعرض رؤيتها الجديدة الهادفة لاستقطاب شرائح جديدة من المستهلكين.
- الشركة ترغب بالتوسع في مجال جديد
إذا بدأت الشركة في توسيع نطاق خدماتها أو منتجاتها، فقد تحتاج إلى إعادة تصميم العلامة التجارية لضمان أنها ملائمة للخدمات أو المنتجات الجديدة، وهو ما حصل مع شركة فيسبوك التي تحوّلت إلى ميتا، كناية عن توسعها في مجال العالم الافتراضي (ميتافيرس – Metaverse) القادم بقوة.
- العلامة التجارية تحتاج إلى تذكير الناس بها
قد تحتاج إلى إعادة تصميم العلامة التجارية لإبقائها حديثة وذات صلة في ظل التطورات السريعة في الأسواق والثقافات، هذا بالضبط ما تنتهجه شركة آبل Apple، بالرغم من أنها لا تحتاج لتذكر الناس بها، إلّا أن تغيير الشعار يُظهر مواكبة الشركة للتطوير والتحديث الدائم، وهي إحدى القيم الأساسية في الشركة.
فرص وتحديات بعد تغيير اسم العلامة التجارية
أيّاً كان سبب تغير الشركة لاسمها أو اسم علامتها التجارية؛ يبقى الهدف النهائي هو تحقيق نمو العلامة التجارية من خلال الوصول إلى المزيد من العملاء وتحقيق الأرباح في سوق تنافسية للغاية.
وبقدر الفوائد المحتملة التي يمكن الحصول عليها جراء هذه الخطوة؛ هناك بعض العواقب السلبية المحتملة أيضاً الواجب الانتباه إليها.
إعادة التسمية الناجحة يمكن أن تؤدي إلى زيادة الأرباح والنمو، إلا أنها قد تؤدي أيضاً إلى فقدان العملاء المخلصين، وتقليل التقييم المالي للعلامة التجارية، لذلك على الشركات أن تدرس بعناية أسبابها لإعادة التسمية وأن تتأكد من استعدادها لجميع النتائج المحتملة قبل اتخاذ أي قرارات رئيسية تتعلق بالعلامة التجارية.
12 خطوة لإعادة تصميم العلامة التجارية بنجاح
والآن بعد اتخاذ القرار بتغيير العلامة التجارية وإعادة تصميمها، ودراسة الفرص التي يمكن أن يصنعها هذا القرار، والتحديات والمخاطر المتوقعة، حان الوقت الحديث عن الخطوات الواجب اتّباعها لإتمام هذه العملية بنجاح..
- إعادة تحليل رؤية الشركة وقيمها، هل مازالت هي نفسها كما كانت قبل سنوات؟
- إعادة تحليل عملائك المثاليين، أي ما هي الفئة الديموغرافية التي تحاول الوصول إليها؟
- إنشاء مجموعة نقاش مع العملاء الحاليين والمحتملين، هل يعتقدون أنه يجب عليك إعادة تسمية العلامة التجارية؟.
- البحث في الأسواق وتقييم ما إذا كانت شركتك ما زالت تمتلك قوة حضور وفق الاسم القديم.
- التفكير في أفكار لتجديد علامتك التجارية مع الحفاظ على التواصل مع الجمهور.
بمجرد الانتهاء من هذه الخطوات الخمسة، حان الوقت للبدء في عملية إعادة التسمية الفعلية، وهذا يشبه عملية العلامة التجارية الأولية عند إطلاقها لأول مرة.
- إعادة صياغة الرؤية الجديدة لعلامتك التجارية.
- إعادة تصميم الشعار، خذ وقتك، ولا تخف من إنشاء عدة خيارات.
- إعادة تحديد جميع المواد التسويقية، وإستراتيجيات الترويج والوصول.
- إعادة كتابة دليل تصميم علامتك التجارية الجديدة.
- إعادة تصميم موقع الويب الخاص بك، قبل الإعلان الرسمي عن التغيير.
- إبلاغ عملائك بإعادة تصميم العلامة التجارية حتى يعرفوا ما يحدث.
- إعادة إطلاق العلامة التجارية الخاصة بك، كن واثقاً وتمتع بحضورك الجديد.
اقرأ أيضاً: عوامل استمرارية العلامة التجارية في عالم الأعمال (خطة البقاء)
ختاماً
في الختام أرغب بالتأكيد على أهمية التحضير الجيد قبل اتخاذ قرار إعادة تسمية الشركة أو تسمية علامتها التجارية، مع مراعاة الخطوات اللازمة التي ذكرتها، وإذا كنت تبحث عن استشارة أو دراسة أوسع لقرار إعادة تسمية العلامة التجارية أو تصميمها من جديد فأنا هنا لمساعدتك، لا تتردد بالتواصل معي.
يمكنك التواصل معي عبر الضغط على أيقونة “احصل على استشارة” في أعلى الصفحة، أو التواصل مباشرة من خلال صفحاتي على وسائل التواصل الاجتماعي (الروابط أدنى في الصفحة).