لم يعد حجم الحملة التسويقية مهماً بقدر دقة الوصول إلى الشريحة المستهدفة، وكلّما كان فهم وإدراك خصائص وصفات الشريحة المستهدفة أكبر؛ كلما كانت الحملة التسويقية أنجح في تحقيق أهدافها.

تواجه بعض الشركات حالياً تحدّي في استهداف وجذب انتباه شريحة الشباب من الجيل زِد (Gen Z) في حملاتها التسويقية، وهذا التحدي يعتبر طبيعياً كون أغلب طرق الاستهداف التقليدية تتناسب مع شخصية جيل الألفية السابق لجيل Z أو الجيل X الذي يسبقهما.

إلا أن فهم نمط شخصية الجيل Z والدوافع التي تحرك سلوكهم الشرائي؛ سيجعل من الرسائل التسويقية التي تصل إليهم أكثر فاعلية في التأثير وتحقيق الأهداف، وهذا ما سأحاول تسليط الضوء عليه في هذا المقال، حيث سنتعرف على أفضل الطرق لجذب انتباه الجيل Z تسويقياً.

محتويات المقال

• من هو الجيل Z.
• لنتعمق أكثر في صفات الجيل Z.
• أفضل الطرق لجذب انتباه الجيل Z تسويقياً.

من هو الجيل Z 

هو الجيل الذي ولد في الفترة منتصف التسعينات وحتى بداية العقد الجديد، وعادةً يُشار إليه بأنه الأفراد الذين ولدوا بين عامي 1995 و 2010.

وتُعتبر التكنولوجيا والوسائط الاجتماعية جزءاً أساسياً من حياة هذا الجيل، حيث نشأوا وتربّوا في ظل تقدم التكنولوجيا الرقمية وانتشار الإنترنت.

ويُعتبر الجيل Z جيلاً متصلاً تقنياً ومتعدد الثقافات، حيث يتمتع أعضاء هذا الجيل بالمرونة في استخدام التكنولوجيا والتعامل مع الوسائط الرقمية بشكل عام إلى درجة تسميتهم بـ “المواطنين الرقميين”.

لنتعمق أكثر في صفات الجيل Z

الجيل Z لديه أكثر في مما قد توحي به الصور النمطية كأشخاص غير مسؤولين ويفكّرون بطريقة سطحية؛ لأن حقيقة أن ما يحرك سلوكهم ويدفعهم هو رغبتهم الدائمة في البحث عن المغامرة، وبالطبع شأن أي جيل من الأجيال إن ما يحكم التصرفات لدى أي شخص هو أسلوب التربية والتوجيه بطبيعة الحال.

وفيما يلي مجموعة من الصفات التي يحملها أبناء هذا الجيل:

1. طموحون ولديهم وعي مالي نسبي.
2. يحبون السفر والمغامرة.
3. أكثر عرضة للقلق والتوتر.
4. يعشقون الألعاب الرقمية.
5. يقدّرون التنوع والاختلاف.
6. يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة فريدة.

إن فهم صفات هذا الجيل سيجعل من جذب انتباههم واستهدافهم في الحملات التسويقية أكثر فاعلية ودقّة في تحقيق النتائج.

أفضل الطرق لجذب انتباه الجيل Z تسويقياً

أولاً علينا الاعتراف بأن لفت انتباه هذا الجيل ليس بالمهمة السهلة ناهيك عن إقناعه، إلا أن ذلك لا يمنع من أن هناك طرق مبتكرة يمكن بها لفت انتباههم، طالما أنها تدخل ضمن نطاق اهتمامهم من ناحية وتحاكي نمط شخصيتهم من ناحية أخرى، وفيما يلي مجموعة من أفضل الطرق لجذب انتباه الجيل Z تسويقياً:

1. التحلي بالمصداقية

صحيح أن جيل Z يحتاج إلى محتوى يجذب الانتباه بالدرجة الأولى، إلا أنه يميل بعدها إلى التحقق من المصداقية سواء كان مقدّم المحتوى علامة تجارية أو صانع محتوى، وبمجرد أن تكون قد أثبتت مصداقيتك، يمكنك الترويج لمنتجك أو خدمتك بشفافية، وإذا كنت ترغب في استهداف جيل Z؛ استخدم أسلوباً بسيطاً يؤدي إلى خلق تفاعل حقيقي يعبّر عن المصداقية.

2. تجنب الدعوة المباشرة لشراء

إذا قمت بإعطاء الأولوية للبيع والدعوة للشراء المباشر مع هذا الجيل فأنت في الغالب ستدمر محتواك، لأنك تحتاج أولاً إلى أن تثبت نفسك كمصدر تعليمي أو ترفيهي قبل أن تبدأ في تقديم العروض الترويجية، يمكنك بناء مجتمع أو مجموعة في إحدى منصات الوسائل الاجتماعي أو الاستعانة بمؤثر لإقامة حدث معيّن، أو اعتماد أي طريقة تعزز التسويق بالمحتوى لديك.

3. استغل قسم التعليقات

في منصات مثل إنستجرام وتيك توك، التي يفضلها جيل Z؛ يمكن أن يكون قسم التعليقات مسلياً كما المنشور نفسه إن لم يكن أكثر، إلى جانب أن التفاعل مع التعليقات عن طريق الإعجاب والرد عليها، يخلق مزيد من التفاعل والمصداقية التي أشرت إليها أعلاه.

4. التواجد حيث يتواجد جمهورك

في السابق كان عدد المنصات قليل وأغلب الشرائح المستهدفة تتواجد في هذه المنصات؛ الآن بات هناك العديد من المنصات التي يختلف جمهور بينها بحسب الاهتمامات وتفضيلات التصفح ونوعية المحتوى المرغوب، ولا يخفى على أحد أن التواجد في منصة مثل التيكتوك هي من أهم الخطوات إذا أردت استهداف العملاء من الجيل Z.

5. بناء شراكات هادفة مع المؤثرين والمبدعين

يقدّر جمهور الجيل Z التسويق عبر المؤثرين أكثر من أي جيل آخر، لذلك يمكنك الاستعانة بمؤثر أو صانع محتوى تتقاطع شريحته المستهدفة مع شريحتك المستهدفة، فقط  تأكد من أن رسالتك يتم إيصالها عبر الشخص الصحيح بالطريقة الصحيحة.

6. استخدم ملاحظات العملاء ومراجعاتهم باعتبارها محتوى

انطلاقاً من أهمية المصداقية لدى أبناء هذا الجيل؛ يمكنك الاستفادة من المحتوى الذي ينشئه العملاء كمراجعات لمنتجاتك، وذلك يعزز مصداقيتك، ويؤكد على مبدأ الشفافية. ويمكنك تحفيز العملاء المستهلكين لمنتجاتك لإنتاج فيديوهات مراجعة أو كتابة تقييمات من خلال تقديم عروض محفّزة لهم، على أن تكون هذه المراجعات صادقة، لأن شباب جيل Z لديهم الوعي الكافي لإدراك الفرق بين الحقيقي والمصطنع.

7. كن مرناً جرّب كل جديد

بما أنه الجيل Z هو جيل منفتح على كل جديد ومدفوع برغبة الاكتشاف والمغامرة؛ سيكون هناك احتمال كبير لنجاح أي استراتيجية تسويقية مبتكرة لم يسبقك إليها أحد.

كما أن وسائل التواصل الاجتماعي تتحرك بشكل أسرع من أي وقت مضى، وتظهر ميزات واتجاهات جديدة يوميًا، والجيل Z متابع بشدة لهذه التغيرات والتحديثات، ولمواكبة ذلك، يجب أن تكون مرناً وتوازن بين التفكير الاستراتيجي طويل الأمد وخفة الحركة.

لقد ولّت الأيام التي كان بإمكانك فيها إنشاء محتوى لشهر كامل في جلسة واحدة. اترك مجال للتجريب المستمر والذي أصبح الآن السمة المميزة لأي استراتيجية تسويقية ناجحة.

اقرأ أيضاً: تسليع المشاهير والتسويق عبر المشاهير!

ختاماً

يعتبر جيل Z فئة مهمة لأي استراتيجية تسويق ناجحة، وتتطلب استراتيجيات مبتكرة للتواصل معهم بشكل فعال، من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتضمين قيم الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية، وتوفير تجارب تفاعلية، وإنشاء محتوى مرئي جذاب، والاستفادة من التسويق عبر المؤثرين؛ يمكن للشركات الوصول إلى جيل Z وبناء علاقات قوية معهم، لأن تحقيق التواصل الفعال مع جيل Z يمكن أن يساهم في نجاح العلامة التجارية وزيادة حصتها في السوق.

وإذا كنت ترغب بالتخطيط لحملة تسويقية تستهدف الجيل Z أو الحصول على استشارة حول أفضل الطرق التي يمكن معها لفت انتباه أبناء هذا الجيل؛ فلا تتردد بالتواصل معي عبر الضغط على أيقونة “احصل على استشارة” في أعلى الصفحة، أو التواصل مباشرة من خلال صفحاتي على وسائل التواصل الاجتماعي (الروابط أدنى في الصفحة).